أفلام هوليوود تفرض لغتها على العالم

تحقق أفلام هوليوود نجاحًا دوليًا بسبب الشعبية الكبيرة التي تحظى بها على مستوى العالم. وكأي فن آخر يمكننا القول أن بعض الأفلام التي تقوم هوليوود بإنتاجها رديء ويفتقر إلى المصداقية الفنية، ولكن هناك ماهو رائع بل وعظيم أيضاً.
تأثيرأفلام هوليوود على العالم:
لاأحد يستطيع نكران الوجود الفني والثقافي لسينما هوليوود على الساحة العالمية. ففي عام 2000م بلغت إجمالي الإيرادات المحلية للأفلام الخاصة بالبوكس اوفيس في أمريكا حوالي 7.66مليار دولار بزيادة 28.3 عن عام 1986.
أولاً على الصعيد الفني:
البعض يرى أن أفلام هوليوود ذات تأثير سلبي. ليس ذلك فحسب بل دون المستوى لاعتمادها على المؤثرات الخاصة والحوار السطحي والتمثيل السيء واعتماد الجنس والعنف.
لكن لايمكننا إدانة الأفلام التي تنتج من أجل المتعة والهروب من الواقع بسبب افتقارها للمصداقية الفنية لأن هناك جمهوراً واسعاً يرى أن هذا الهدف الذي ينشده من السينما. كما أنه هناك جمهور آخر يبحث عن العمق والواقعية والمصداقية الفنية.
ثانياً على الصعيد الأخلاقي:
من جهة يعتقد البعض أن سينما هوليوود تمجد الجنس والعنف، وتستهدف القيم الأخلاقية لجميع المجتمعات بشكل سلبي وتضلل شبابها. كما تعرضت أخلاقيات هوليوود للهجوم بشراسة في السباق الرئاسي في أمريكا لعام 2000.
ولكن هذا لا ينطبق على جميع أفلام هوليوود. فبعضها إباحي أو عنيف بشكل مبتذل، لكن عموماً تميل أفلام هوليوود إلى الترويج للقيم الليبرالية ذات الأهمية العالمية مثل:
- حقوق المرأة
- تداعيات العنصرية، الظلم، الاستبداد
- قيمة الاستقلال لكل حياة بشرية
- التحفيز وإمكانيات النجاح الفردي من خلال العمل الجاد.
ثالثاً أفلام هوليوود وتأثيرها ثقافياً:
تفرض هوليوود ثقافة الترفيه الأمريكية بشكل مغاير لثقافات ولغات السكان الأصليين، وأيضاً لصناعات الأفلام المحلية.
نجاح هوليوود لا يعني فشل الصناعات السينمائية المحلية في الأماكن الأخرى من العالم:
- بوليوود مثلاُ الهندية مثالاً للصناعات السينمائية الناجحة ولها سمعتها وحضورها على ساحة السينما العالمية.
- أيضاً السينما ذات اللغات الفرنسية والإسبانية والإيرانية والصينية تزدهر في الآونة الأخيرة.
قد تساعد سينما هوليوود في إنشاء بنية تحتية لدور السينما وطرق التسويق مما يحفز تطوير استوديوهات الأفلام وإنتاجها.
رابعاً أفلام هوليوود وتأثيرها من الناحية السياسية:
تروج هوليوود لوجهة نظر أمريكية متحيزة وغريبة للعالم تصور هوليوود وجهة نظر للنزاعات الدولية بين الخير والشر حيث:
- تقدم صور نمطية وسلبية للمسلمين والروس وأمريكا الجنوبية وغيرها تظهرهم أعداء للحرية والتقدم.
- تقلل العديد من أفلام الحرب العالمية الثانية من مساهمة الدول الأخرى في انتصار الحلفاء، لإظهار الأمريكيين في ضوء إيجابي، وبالتالي يمكننا القول أن هوليوود تشوه التاريخ.
ومن ناحية أخرى هوليوود بعيدة كل البعد عن كونها أمريكية بشكل نموذجي لأن معظم تركيزها على الموارد الإبداعية وهذا ما جعلها مركزًا دوليًا لإنتاج الترفيه.
والدليل أن العديد من المنتجين والمخرجين والنجوم الأكثر نجاحًا في الواقع والذين قدموا وجهات نظر مميزة إلى السينما الأمريكية هم من الأجانب الذين قدموا الولايات المتحدة كلاجئين أو ساعين للوصول إلى الجمهور الدولي الذي يمكن أن توفره هوليوود.
خامساً اقتصادياً:
يسمح الحجم الهائل والقوة المالية لاستوديوهات هوليوود الكبرى بالسيطرة على دور السينما الأجنبية على حساب الصناعات المحلية التي لا يمكنها المنافسة.
يتم تحقيق ذلك من خلال الميزانيات الكبيرة المرتبطة بتأثيرات خاصة باهظة الثمن، ورواتب ضخمة للممثلين النجوم من جميع أنحاء العالم، الذين قد يضيعون في صناعة السينما الخاصة بهم نتيجة لذلك ، وميزانيات التسويق الهائلة.
مارست هوليوود أيضًا ضغوطًا على الولايات المتحدة بشكل فعال للغاية على مدى عقود لضمان تصنيف الصادرات الثقافية على أنها مجرد شكل آخر من أشكال التجارة في الاتفاقيات الدولي لمساعدتها في السيطرة على شبكات التوزيع في الخارج.
من ناحية أخرى لو كان المال يضمن النجاح ماكانت لتصل الأفلام “الأجنبية” ذات الميزانيات الصغيرة مثل “The Full Monty” نجاحًا عالميًا. وستنجح دائمًا الأفلام باهظة الثمن مثل “Waterworld”.
أبرز دليل الحكومة الفرنسية التي ترمي الأموال على صناعة السينما المحلية لسنوات. ومع ذلك استمرت الحصة السوقية للأفلام الأمريكية في فرنسا في الارتفاع.
مارأيك أنت في أفلام هوليوود والقصص التي تطرحها والثقافة التي تسوق لها؟ هل تعتبر تأثيرها إيجابياً أم لا؟؟